بعد حواراً حاداً
وخلافاً عميق
انفصلنا ثلاثة ,,,
أنا وعقلي وروحي ليذهب كلاً في سبيله
فاخترت المكوث على الرصيف
أنظر إلى المارة ,,,,
وفضل عقلي البقاء في ذكريات الماضي ,,,
واختارت روحي التحليق في جوف الليل
مرت ثلاثة أيام على فراقنا عن بعض ,
بعدها كان اللقاء في نفس المكان ,,,
كلاً لديه رغبة في الرجوع إلى حيث
الجسد الواحد
ولكن قبل الاتفاق كلاً طلب من الأخر
أن يروي قصة فراقه وما رآه
فقلت رأيت أناس افترشت أجسادهم
التراب تحرقهم الشمس وتدوسهم حوافر
الخيل,,,
فإذا ارتفعت أصواتهم كممت أفواههم
زبانية الجلاد ,,
فلم أصبر من هول المنظر فرجعت
مسرعاً فراراً بجسدي من لهيب السياط
وقال العقل رحلت في ركام الذكريات
باحثاً فيها عن رصيد للحاضر,،
فتوهت في نفق طويل , فجزعت من الظلمة
الحالكة في دهاليزه ,,
فعدت محتفظاً بتفكيري من الضياع
وقالت الروح انطلقت كالسهام أخترق
الأجواء,
فإذا أنا بمناجاة الأرواح تزاحمني,
تشكي أنينها وألمها إلى باريها,
فلم أحتمل صرخات بكائها في أنصاف
الليالي,
فهبطت إلى الأرض خوفاً من التلف
فتصالحنا جميعاً ككتلة نتقاسم المعاناة
على أمل أن نتجاوز المحنة....